كتاب سهام الإسلام

من مات في أيام حرب التحرير الجزائرية، من أجل تحرير الوطن من قبضة المستعمرين في عصرنا الحاضر، بل رأينا البعض من هؤلاء المجاهدين - بالقول لا بالفعل - من تصدى بكليته لمحاربة هذا الدين، الذي ادعى أنه كان من المجاهدين في سبيله، فصارت كلمة المجاهد تعطى - أو تغتصب لتعطى - إلى من هو من المحاربين له، لا من أجله، ليأخذ نصيبه من الغنيمة، وعند الله يوم القيامة يتضح كل شيء، ويظهر تزويرهم وسيجدون جزاءهم بل عقابهم ينتظرهم وسيغرمون ما غنموه في الدني بالكذب والبهتان والخداع.
فالإسلام لم يأمر المسلمين بأن يحاربوا عدوهم من أجل قطعة من التراب أو من الحجر أو من الشجر وكسب الدنيا الخ فهذا أمرت به ودعت إليه الأنفة والغيرة والغضب للأوطان المحتلة من طرف الغاصبين لها، بل أمر الإسلام بالحرب من أجل العقيدة وحرية العبادة لله وحده.
لهذا لم يعترف الرسول صلى الله عليه وسلم - حسبما جاء في سؤال السائل - بمن كان يقاتل لإظهار شجاعته، أو ليتحدث الناس بشجاعته وببلائه في الحرب، أو ليعرف له الناس مكانته فيحترموه ويعظموه، كل هذا لا يجعله يتحلى بحلية "المجاهد" أو لينال ما أعده الله في الدار الآخرة للمجاهدين في سبيل رفع دينه وإعزازه وبلوغهم الدرجات العلى ونزولهم منازل الكرامة والتكريم.

الصفحة 181