كتاب سهام الإسلام

"هل أنت إلا أصبع دميت وفى سبيل الله ما لقيت".
هكذا يصيب الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الإسلام ما يصيب عامة البشر، ليبعث في نفوس المسلمين روح التضحية والصبر على المصاب.
إن أدعياء الجهاد كثيرون، ومنهم من لم يكن قتالهم لله وفى سبيل الله، ولم يخطر هذا لهم على بال، بل كان من أجل حطام الدنيا الفانية ومتاعها الزائل، أما من أخلص النية منهم لله في عمله، وجاهد جهادا يحبه الله ويرضاه فهذا لا يبخسه الله حقه، ولا ينقصه من ثواب أتعابه التي أصابته في سبيل إعلاء كلمة الله مقدار قلامة ظفر وهو القائل {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} كل هذا راجع إلى نيته وإخلاصه في ذلك.
ولعمري فقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي كل شيء وبه ارتفع كل لبس والتباس ولم يبق عمل المقاتل مبهما يفسره الإنسان كما يحب، فلقد أعطانا ميزانا نزن به أعمال المجاهدين والمقاتلين، فلله ما أروع هذا التوضيح والبيان، فلننظر إليه بعين الاعتبار والادكار واستخلاص العبرة منه حيث كثر الأدعياء والانتهازيون للفرص في وقتنا هذا. فإذا أشكلت علينا الأمور رجعنا فيها إلى سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
أخرج الإمام البخاري في صحيحه وبسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - مقسما بالله -: "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله - والله

الصفحة 183