كتاب سهام الإسلام

يحلمون به، فعصوا ربهم وكفروا بنعمة الله وصاروا من أشد أعداء الدين المحاربين له بحكم مناصبهم، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} سورة الانعام الآية 132 كما قال في كتابه العزيز: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} من الآية 42 من سورة إبراهيم عليه السلام.
وهكذا يقع في بعض البلدان الإسلامية - التي كانت تحت سلطة المستعمر الأجنبي عن الدين والوطن - ما لم يقع من المستعمر المذكور في أيام حكمه لها، وشاء الله أن يقع هذا ممن يزعمون أنهم جاءوا لخدمة أوطانهم ومواطنيهم، والحقيقة التي كشفتها الأيام أنهم عملاء للشيوعيين الملاحدة، وما استولوا على الحكم إلا لتنفيذ ما يأمرهم به سادتهم، ولكن هل يصد المسلمين عن دينهم وعقيدتهم هذا الظلم والتعسف؟ نقول لا ... وألف لا ... و (على نفسها جنت براقش) كما جاء في المثل العربي القديم، وكما قال الله في كتابه العزيز: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} من سورة التوبة، وهل في استطاعة البشر أن يحجبوا عن الناس نور الشمس أو نور القمر أو يطفئوا نورهما بأفواههم؟؟؟
ما أعجزك أيها الإنسان الضعيف والمغرور بعفو الله!!

الصفحة 199