كتاب سهام الإسلام

خلقه لندعوهم إليه الخ ولما فهم الغرض من مجيء المسلمين مال إلى قبول الإسلام لولا معارضة قادة جيشه له، وأبى يد يتبع الحق، فدارت الدائرة عليه وحاربه المسلمون بما معهم من العتاد الحربي رغم القلة، ولكن الله أمكنهم منهم، ونصر جيش الهدى على جيش الضلال، وجيش الإسلام على جيش الشرك، وزالت دولة الأكاسرة الظالمة، وحلت محلها دولة الإسلام والعدل والحرية، إلى يومنا هذا، وقد أحيا الله به في هذه الأيام الأخيرة ما مات منه بقيادة العالم المجاهد الإمام "آية الله الخميني" فهو بالحق آية من آيات الله التي تظهر بين الفترة والفترة من الزمان، ثبته الله وقواه وأعلى مقامه في الدنيا والآخرة.
فكلمة "الجهاد" كلمة عامة في مدلولها ومعناها، إذ هي تدل على بذل الوسع والطاقة والقدرة في سبيل حماية دين الله وإذاعته ونشره بين عباد الله، فالدعوة إلى الدين، والتجول في الأوطان لنشره وإبلاغه إلى عباد الله لإنقاذهم من الضلال والغواية التي عاقبتها الهلاك والخسران، كل ما ذكر جهاد في سبيل الله، ويتطلب من القائمين به بذل مجهودات ضخمة وشاقة، لأنها تتطلب منهم القدرة على الكلام من فصاحة لسان وإطلاع على ما فيه سر تبليغه إلى السامعين، كما تتطلب قوة بدنية تتحمل الأتعاب ومشاق التنقل من مكان إلى مكان بوسائل سريعة ومريحة - أحيانا - حسب الزمان والمكان، وأهم وسائل النجاح إخلاص النية لله وفى سبيل الله، مع حسن السلوك

الصفحة 203