كتاب سهام الإسلام

المعهود من قبل والاستقامة على الطريقة المثلى، وإني أرى أن هذا النوع هو جهاد الوقت الحاضر، وهو المجهود العظيم ذو الفائدة العظمى، ولا يستطيع الفرد وحده أن يتولاه إلا في محيط ضيق، لأن مجهود الفرد قليل ومحدود، إذ لا يستطيع أن يبلغ الأهداف المقصودة منه، فالجهاد بوسائل العصر الحديثة من إذاعة وتلفزة الخ نراه محصورا في دائرة اثنين لما لهما من القدرة عليه، وهما إما:
1 - الحكومات المسلمة - حقيقة وواقعا - لا كتابة في الدستور فقط من غير تطبيق للإسلام وأحكامه، فهي تستطيع أن تدخل ضمن مخططاتها الإنمائية كل سنة مالية ما يلزمها لذلك من رجال وأموال وعتاد وكل ما يتطلبه هذا المشروع الديني من جميع نواحيه، فتدخل في مخططاتها تنمية الروح الدينية، وتكثير سواد المسلمين بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، مع المحافظة على الروح الإسلامية في أوطانها، بحيث لا تترك منفذا فيها للمخربين والملحدين ينفذون منه ليبثوا في الوسط الإسلامي إلحادهم وكفرهم بأقوالهم وأفعالهم ضد الإسلام والمسلمين، ويعبثوا بالدين، كما قلنا سابقا في إرسال الدعاة إلى خارج الحدود، ثم بعد هذا التخطيط تشرع في العمل الذي كان قد درس من قبل هذا التخطيط، وكان على سبيل الفرض والتقدير فقط، هذا ما أراه ممكنا نظريا حسبما أتوسمه في الحكومة المسلمة، أما عمليا وتطبيقا - فإني أراه غير ممكن الآن وفى هذا الزمن بالخصوص، ذلك لأن حكومات الشعوب الإسلامية الى

الصفحة 204