كتاب سهام الإسلام

فقد أخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (سهام الإسلام ثلاثون سهما، لم يتممها أحد قبل ابراهيم عليه السلام، قال الله عز وجل: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} واستدل على ما ذهب إليه بقوله تعالى مثنيا على خليله ابراهيم عليه السلام بقوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} وذلك من قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (¬1) قال الحاكم - جريا على عادته - هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه - أي البخاري ومسلم - (¬2) وذكر الحاكم في المستدرك أيضا رواية أخرى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الإسلام ثلاثون سهما، وما ابتلي بهذا الدين أحد فأقامه إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: وإبراهيم الذي وفى، فكتب له براءة من النار) قال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (¬3).
أما أسماء هذه السهام التي أشار اليها ابن عباس رضي الله عنهما، والتي هي وظائف الإسلام وشرائعه، فهي ما بين مأمور به ومنهي عنه، وترغيب في الخير وحث على فعله، وتحذير من الشر وعواقبه، وقد أشار إليها جل المفسرين لكتاب الله عند كلامهم على قوله تعالى في سورة البقرة {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} وقوله تعالى في سورة والنجم {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}.
¬__________
(¬1) الآيتان 36 - 37 من سورة والنجم.
(¬2) المستدرك ج 2 ص 470.
(¬3) ج 2 ص 552 من كتاب التاريخ من المستدرك.

الصفحة 41