كتاب سهام الإسلام

الله صلى الله عليه وسلم رادا عليهم أقوالهم: "وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله".
وقد تكرر حدوث هذا الشك في السنوات الأخيرة، حتى من بعض من ينتسبون للعلم والدين، ممن كانوا تلقوا تعلمهم في المدارس غير الإسلامية، فتأثرت عقولهم بكلام المستشرقين والملاحدة، وبالفعل وقعت بيني وبين بعضهم محاورة في هذا الأمر مما دل على أنهم أخذوا بآراء أعداء الإسلام، وان نزغاتهم قد تأثرت بها عقولهم، فقلت لمحدثي: - وهو شيخ طاعن في السن - يا شيخ أعيذك بالله من هذه الآراء الضارة بالدين والعقيدة، فإنها مدسوسة بين المسلمين لافساد دينهم عليهم، وتشكيكهم في أحد مصادر دينهم المعتبرة، بعد القرآن كلام الله، وتلوت عليه الحديث المتقدم (لا ألفين أحدكم الخ) وقد بلغني عنه أنه كان ينطق بلفظ الإمام البخاري بتفخيم الخاء، على أنه مأخوذ من البخار لأن كلامه ورأيه يتبخر في الفضاء، وهو منطق منه عجيب، هدانا الله وإياه وجميع المسلمين لاحتيام ديننا وعلمائنا.
وما وقع لي مع هذا الشيخ العالم وقع لغيري من هذا الصنف في قديم الزمان وحاضره، ولا زال يقع إلى يومنا هذا مع من لم يشرب من معين الإسلام الصافي، ولم يتذوق طعمه الحلو المرىء، ومن القديم ما أخرجه الحاكم في المستدرك - في كتاب العلم منه - بسنده إلى الحسن - يعني البصري - قال: (بينما عمران بن حصين يحدث سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، اذ قال له رجل: يا أبا نجيد حدثنا بالقرآن، فقال له عمران: أنت

الصفحة 84