كتاب سهام الإسلام

منافق خبيث سيئى الطوية، منكر للجميل، معرض عن أوامر خالقه ورازقه ومولاه.
إن الصوم عبادة لله، ورياضة للنفوس، وامتحان للعزائم والإرادات، كان يقوم به كل من يرغب في طاعة ربه ومعبوده الحق، وتقربه إليه، وهو مما تعود الناس أن يقوموا به لكسر شهوات ورغبات النفوس الجامحة، كان هذا في الأمم الغابرة، كما ذكره من كتبوا عن عبادات الأمم السابقة عنا، قبل أمتنا، وقد صرح القرآن بهذا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (¬1).
والصوم الذي شرعه الله وأمر عباده به هو ترك الأكل والشرب وكل الشهوات النفسية من ملاذ الحياة الدنيا مدة شهر قمري يبتدئي العمل به من طلوع الفجر إلى غروب الشمس من كل يوم طيلة هذا الشهر الكريم الذي أنزل الله فيه القرآن على أشرف خلقه وأكمل رسله محمد عليه الصلاة والسلام.
ففي هذا الشهر المفضل يشتد تعلق المسلم بدينه الحق الذي ليس لديه في حياته ما هو أحق بالعناية والاهتمام منه، فيظل يومه صائما ممسكا عن كل ما يفسد عنه صومه وطاعته لله مولاه، ويعرض إعراضا كاملا عن كل ما يخل به أو ينقصه عن الكمال،
¬__________
(¬1) الآية 183 من سورة البقرة.

الصفحة 96