كتاب مفهوم الحكمة في الدعوة
[الغلظة والفظاظة]
الغلظة والفظاظة عن سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي قال: يعجبني من القراء (¬1) كل سهل طلق مضحاك، فأما من تلقاه ببشر ويلقاك بضرس (¬2) يمن عليك بعلمه فلا كثر الله في الناس أمثال هؤلاء.
أيها الدعاة: الناس في حاجة إلى كنف رحيم وبشاشة سمحة. بحاجة إلى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم. بحاجة إلى من يحمل همومهم، ولا يثقل عليهم بهمومه. . يجدون في رحابه العطف والرضا.
من أجل هذا جاءت الرحمة الربانية لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول القدوة: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران: 159] (¬3) .
¬_________
(¬1) القراء: العلماء.
(¬2) ضرس: أي شرس لفظا ومعنى.
(¬3) سورة آل عمران، آية: 159.
الصفحة 24
64