كتاب مفهوم الحكمة في الدعوة

وانتهاز المناسبات. ثم النظر في طرائق الدعوة وأساليبها. . من إحسان في القول، والحرص على التلميح إذا أمكن الاستغناء به عن التصريح، والقصد إلى الستر والنصيحة، والبعد قدر الإمكان عن التشهير الذي قد ينقلب إلى فضيحة مع سلوك المداراة المشروعة، وإقالة العثرات ما أمكن، وإليك أخي الفاضل بسطا لبعض هذه المعالم:
* * * * المعلم الأول: طبائع النفوس وطبقات المدعوين الناس متباينون في طبائعهم، مختلفون في مدركاتهم، في العلم والذكاء، في الأمزجة والمشاعر، مختلفون في الميول والاتجاهات. مما يدعو رجل العلم والدعوة إلى تخير المدخل. . بل المداخل المناسبة لتلك النفوس المختلفة والعقول المتباينة.
نعم، إن فيهم الغضوب والهادئ، وفيهم المثقف والأمي، فيهم الوجيه وغير الوجيه.
بل إن ثمة كلمة لعلي - رضي الله عنه - يصف فيها القلوب، كل القلوب بأنها وحشية فهو يقول: (القلوب وحشية فمن تألفها أقبلت عليه) .
إنه يصورها رضي الله عنه وكأنها دواب متوحشة لا تعرف الألفة في طبعها ويبدو هذا والله أعلم في

الصفحة 27