كتاب مفهوم الحكمة في الدعوة

شيعوه إلى منزله» (¬1) .
عجبا! دخل كافرا ناقما منتقما. . فخرج مسلما صادقا. ليت شعري كيف كان حال قريش مع صاحبها ووجيهها!!
ويدخل في ذلك: القول اللين الذي يستثير النوازع البشرية ووشائج القربى، وعبارات الحنو والشفقة، فإبراهيم عليه السلام ينادي أباه بكلمات شفوقة. {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا - يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا - يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا - قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا - قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم: 43 - 47] (¬2) .
¬_________
(¬1) أهل العلم مختلفون في إسلام حصين، والأرجح القول بإسلامه كما ذكر الحافظ ابن حجر وغيره.
(¬2) سورة مريم، الآيات: 42 - 47.

الصفحة 40