كتاب التفسير النبوي (اسم الجزء: 1)
والسنة النبوية -كما لا يخفى- يجب الرجوع إليها في تفسير القرآن وفي غيره، ومن هنا فيذكر هنا ما جاء في منزلة السنة، ووجوب الأخذ بها، وأنها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام؛ من نصوص وآثار ونقول كثيرة، وهي قريبة مشهورة، ولم أر داعيا لحشدها والإطالة بسردها (¬1).
وأنبه بهذه المناسبة إلى التفريق بين مسألتين:
1 - منزلة السنة مع القرآن:
وهذه يتكلم عنها الأصوليون، ومن يبحث في حجية السنة ومكانتها، ونحو ذلك.
وفي هذا يقول ابن القيم: "السنن مع كتاب الله على ثلاث منازل:
المنزلة الأولى: سنة موافقة شاهدة بنفس ما شهد به الكتاب المنزل.
المنزلة الثانية: سنة تفسر الكتاب، وتبين مراد الله منه، وتقيد مطلقه.
المنزلة الثالثة: سنة متضمنة لحكم سكت عنه الكتاب فتبينه بيانا مبتدأ.
ولا يجوز رد واحدة من هذه الأقسام الثلاثة، وليس للسنة مع كتاب الله منزلة رابعة" (¬2).
2 - منزلة السنة في بيان القرآن، وأنواع ذلك البيان وصوره:
وهذه محل البحث هنا في هذا الفصل.
¬__________
(¬1) ينظر: (الرسالة) للشافعي في مواضع كثيرة متفرقة , ويستفاد من الفهرس العلمي الذي صنعه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ص 66، (السنة) للمروزي، (جامع بيان العلم) لابن عبد البر ص 558 وما بعدها، (الفقيه والمتفقه) للخطيب 1: 257 وما بعدها، (الكفاية) للخطيب ص 3 - 16، (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة) للسيوطي، (حجية السنة) للدكتور/ عبد الغني عبدالخالق، (السنة ومكانتها من التشريع الإسلامي) للدكتور/ مصطفى السباعي ص 375 وما بعدها.
(¬2) (الطرق الحكمية) ص 107، وانظر معناه في (الرسالة) للإمام الشافعي ص 91 - 92.
الصفحة 38
1002