كتاب التفسير النبوي (اسم الجزء: 1)

وأود أن أنبه بهذه المناسبة إلى ما ذكره غالب من تكلم في المسألة في سياق أدلة من قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسِّر جميع القرآن، وهو ما جاء عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: (ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُفسِّر شيئًا من القرآن إلا آيًا بعَددٍ, علَّمهنّ إياه جبريلُ) (¬1).
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في تفسيره 1: 78 - 79 في موضعين، وابن حبان في (الثقات) 7: 396، وابن القيسراني في (المؤتلف والمختلف) 1: 171، من طريق جعفر بن محمد بن خالد الزبيري -ونسبه الطبري في الموضع الثاني إلى جده، وعند ابن حبان: محمد بن جعفر-، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-.
ثم قال الطبري 1: 83 - أثناء بحثه ومناقشه في معنى الحديث-: " .. هذا مع ما في الخبر الذي رُوي عن عائشة من العلَّة التي في إسناده, التي لا يجوز معها الاحتجاجُ به لأحدٍ ممن علم صحيحَ سَند الآثار وفاسدَها في الدين. لأن راويه ممن لا يُعْرف في أهل الآثار، وهو: جعفر بن محمد الزبيري". وأخرجه البزار -كما في مختصر زوائده 2: 74 رقم (1448) - من طريق محمد بن خالد بن عثمة, ثنا حفص -أظنه ابن عبد الله- عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده 8: 23 رقم (4528) من طريق معن القزاز، عن فلان بن محمد بن خالد، عن هشام بن عروة, به. ولفظه عندهما -البزار وأبي يعلى-: "كان لا يفسر شيئًا من القرآن برأيه إلا آيا بعدد علمهن إياه جبريل".
وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد) 6: 303 وقال: "رواه أبو يعلى والبزار .. وفيه راو لم يتحرر اسمه عند واحد منهما، وبقية رجاله رجال الصحيح، أما البزار فقال: عن حفص أظنه ابن عبد الله عن هشام بن عروة، وقال أبو يعلى: عن فلان بن محمد بن خالد".
ويبدو أن مدار الحديث على: جعفر بن محمد بن خالد، وقد تصحف عند البزار إلى حفص فظنه ابن عبد الله، كما أشار إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري 1: 84، وعند أبي يعلى خفيت (جعفر) على بعض الرواة فأداها: فلان بن محمد بن خالد، بدليل أن أبا يعلى رواه من طريق معن القزاز عن فلان بن محمد بن خالد، عن هشام بن عروة, به. وقد رواه الطبري 1: 78 - 79 من طريق معن نفسه، عن جعفر، به. =

الصفحة 49