كتاب الاعتصام بالإسلام

حملتهم القوية خرجوا من أرض الميعاد مطرودين مهزومين.
وفي الختام نتكلم على تعاليم سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام كيف اعتنقها الصليبيون، أراد هؤلاء، أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويقضوا على ما كان للإنسانية من عقائد ربانية وتراث مجيد، وتقاليد سامية يكشف المؤرخون والباحثون في الأديان السماوية عن حقائق مذهلة لأعظم جريمة اقترفها اليهود في حق الانسانية على يد بولس وشركائه من مؤسس الماسونية الذين تظاهروا باعتناق المسيحية لنسفها من الداخل، وتحويلها من دين مثالي كلما جاء به السيد المسيح عليه الصلاة والسلام الى مجموعة من الأساطير والخرافات الوثنية كما هي عليها الآن.
عندما يطالع الانسان الاناجيل أو ما كتبه المسيحيون في شرحها فلا يحصل على طائل من الدين الصحيح، وكل إصحاح ينقض ما قبله، وكل جملة تهدم ما بعدها فلا هي كتب علم ولا هي كتب دين، وإنما هي مجموعة من أساطير وقصص وحكايات وروايات خاوية من كل معنى خالية من كل مضمون، لو وجه سؤال الى أي مسيحي مهما كانت درجته العلمية أن يبين حقيقة الدين المسيحي وما يعتقده في شخصية المسيح عليه السلام تصويرا حقيقيا يرضى به العقل ويطمئن اليه القلب لما استطاع ذلك، أذ كيف يستطيع وهو يتلقى من صغره بأن الثلاثة تساوي الواحد والواحد يساوي الثلاثة، وأن عيسى عليه السلام مكون من ناسوت ولا هوت، وأن طبيعة اللاهوت خلقت طبيعة الناسوت لأجل أن يكون كبش الفداء على البشرية التي تنوء بالخطيئة الأولى.
ان علماء التاريخ المسيحي يقرون بأن الأناجيل الأربعة المتداولة قد تم اختيارها من بين حوالى مائة انجيل كانت منتشرة بين المسيحيين في القرن الرابع الميلادي، ومن المعلوم بالضرورة أن المسيح عليه السلام قد أتى بإنجيل واحد، وهم لا يستطيعون أن يثبتوا أن أحد الاناجيل الاربعة مطابق بنفسه ومعناه للإنجيل الذى جاء به المسيح عليه السلام لذا فمن المحتمل أن يكون الانجيل الأصلي الحقيقي واحد من الأناجيل التي زعموا أنها كاذبة وأسقطوها، واذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال، لأجل هذه الأساطير تحشد عصابات التبشير كل طاقتها لتخريب ضمائر

الصفحة 55