كتاب الاعتصام بالإسلام

المسلمين، وزعزعة عقائدهم، لتصرفهم عن عبادة الله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الى عبادة آلهة ثلاثة، وهم الى الآن لم يعرفوا الخالق من المخلوق ولتنقلهم من دين الاسلام الحنيف الى دين سداه الوثنية ولحمته الشرك، والخرافات جزء منه لا يتجزأ ويسمونه دين المسيح زورا وبهتانا، والمسيح عليه السلام بريء منه، وهذه العصابة من المبشرين هي من دول الاستعمار، فإنه يساندها ويرصد لها الأموال الطائلة، ويجند لها الطاقات، ويبلغ ما ينفق عليها عشرات الملايين من الدولارات بل المآت الملايين.
وعلى الرغم مما قامت به هذه العصابات من هجمات مسعورة على الاسلام والمسلمين، وعلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا مع الأسف لا نجد من المسلمين ردود فعل تتناسب مع ما يبذله المسيحيون من جهد مستميت في هذا المضمار، واذا وجد من يريد أن يدلى بدلوه، فإنه لا يلبث أن يفاجأ بالعراقيل توضع في طريقه، وبالمعوقات تنشط عزائمه، وممن من أبناء جلدته فيصمونه بالطائفية، ومن السخرية والاحتقار للإسلام جعل حكام المسلمين في دساتيرهم التي سطروها (الاسلام دين الدولة الرسمي)، ووضعوا بعده ألف مادة لهدمه وتأتى على بنيانه من القواعد، ولعل المسلمين لا يدرون بأن الحروب الصليبية التي اشعلت ضد الاسلام والمسلمين منذ أكثر من 800 سنة لا تزال باقية الى الآن، ولكن في اشكال وصور مختلفة، ولا زلنا نعانى من آثارها في الفلبين والحبشة والسودان، وفي نجيريا وتيلاندا، وفي بلقاريا والتشاد، وفي فلسطين وغيرها وستبقى هذه الحروب وتدوم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها كما قال الجنرال الإنجليزي عندما فتح فلسطين ودخل القدس الشريف وقف وقال: (الآن انتهت الحروب الصليبية) وهو كاذب لأن أحداث الساعة تدل على استمرارها.

الصفحة 56