كتاب إجماع السلف في الاعتقاد كما حكاه حرب الكرماني

* وعِلمُ الله [عَزَّ وَجَلَّ] (¬١) ماضٍ في خلقه بمشيئة منه، قد عَلِمَ من إبليس ومن غيره ممن عصاه -من لدن أن عُصي [ربنا] (¬٢) -تبارك وتعالى- إلى أن تقوم الساعة- المعصيةَ وخلقهم لها، وعلم الطاعة من أهل طاعته (¬٣) وخلقهم لها، فكل (¬٤) يعمل لما خُلق (¬٥) له، وصائر إلى ما قُضي عليه، [وعُلم منه] (¬٦)، ولا يعدو أحد (¬٧) منهم قَدَرَ الله ومشيئته، والله الفعّال لما يريد (¬٨).
* فمن (¬٩) زعم أن الله [تبارك وتعالى] (¬١٠) شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية، فعملوا على مشيئتهم، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب (¬١١) من مشيئة الله -تبارك وتعالى-
---------------
(¬١) من (ط) و (ح).
(¬٢) لا توجد في (ط) و (ح).
(¬٣) في (ط) و (ح): من أهل الطاعة.
(¬٤) في (ط): وكل.
(¬٥) من (ط) و (ح)، وفي (ق): بما يخلق له.
(¬٦) لا توجد في (ح).
(¬٧) في (ط): لا يعدو واحد، وفي (ح): لا يعدو أحد بإسقاط الواو.
(¬٨) في (ط): والله الفاعل لما يريد، الفعال لما يشاء.
(¬٩) في (ط) و (ح): ومن.
(¬١٠) لا توجد في (ط)، وفي (ح): سبحانه.
(¬١١) في (ط): أغلظ.

الصفحة 41