كتاب إجماع السلف في الاعتقاد كما حكاه حرب الكرماني

* وقد خُلقتِ الجنة وما فيها، وخُلقتِ (¬١) النار وما فيها، خلقهما الله [عَزَّ وَجَلَّ] (¬٢)، ثم (¬٣) خلق الخلق لهما، لا يفنيان ولا يفنى ما فيهما أبدًا.
فإن احتج مبتدع [أو] (¬٤) زنديق بقول الله [تبارك وتعالى] (¬٥) {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (¬٦) وبنحو هذا [من متشابه القرآن] (¬٧)، فقل (¬٨) له: كل شيء [مما] (¬٩) كتب [الله] (¬١٠) عليه الفناء والهلاك هالك، والجنة والنار خُلقتا (¬١١) للبقاء لا للفناء، ولا للهلاك، وهما من الآخرة لا من الدنيا.
---------------
= ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا: {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [سورة مريم: الآية ٣٩]. أخرجه البخاري في صحيحه، ك: التفسير، باب قوله: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} رقم (٤٧٣٠).
(¬١) لا توجد في (ط).
(¬٢) من (ط) و (ح).
(¬٣) في (ط) و (ح): وخلق.
(¬٤) من (ط) و (ح).
(¬٥) في (ط) و (ح): -عَزَّ وَجَلَّ-.
(¬٦) سورة القصص: الآية ٨٨.
(¬٧) من (ط) و (ح).
(¬٨) في (ط) و (ح): قيل له.
(¬٩) من (ط) و (ح)، وجاء في (ق): (ما).
(¬١٠) لا توجد في (ح).
(¬١١) في (ح): خلقهما.

الصفحة 53