كتاب إجماع السلف في الاعتقاد كما حكاه حرب الكرماني

حق، وقد كانت الرؤيا من النبيين (¬١) وحيًا (¬٢)، فأي جاهل بأجهلَ (¬٣) ممن يطعن في الرؤيا (¬٤)، ويزعم أنها ليست بشيء، [وبلغني أن من قال: هذا القول لا يرى الاغتسال من الاحتلام] (¬٥)، وقد رُوي عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن رؤيا المؤمن كلام يكلم [به] (¬٦) الربُّ عبده" (¬٧).
وقال: "الرؤيا من الله (¬٨) " (¬٩)، وبالله التوفيق.
---------------
(¬١) في (ط): من الأنبياء عليهم السلام، وفي (ح): من الأنبياء.
(¬٢) في (ط): وحيٌ.
(¬٣) في (ط) و (ح): فأي جاهل أجهلُ.
(¬٤) يريد قول النظامية من المعتزلة أتباع إبراهيم بن سيار النظام، حيث يزعمون أنها مجرد خواطر. انظر مقالات الإسلاميين (ص ٢٤٠).
(¬٥) من (ط) و (ح).
(¬٦) من (ح).
(¬٧) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٤٨٦) من طريق جنيد بن ميمون أبي عبد الحميد عن حمزة بن الزبير عن عبادة بن الصامت مرفوعًا. ولفظه: "رؤيا المؤمن من كلام يكلم به العبدَ ربُّه -تبارك وتعالى- في المنام". وفيه: جنيد بن ميمون وحمزة بن الزبير، وهما مجهولان.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٣٦٢): "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه". وانظر فتح الباري (١٢/ ٣٥٤)، وقد ضعفه الألباني في ظلال الجنة، وفي ضعيف الجامع (٣٠٧٨).
(¬٨) في (ط): إن الرؤيا من الله -عَزَّ وَجَلَّ-. وفي (ح): إن الرؤيا من الله.
(¬٩) أخرجه البخاري، ك: الطب، باب النفث في الرقية (ح ٥٧٤٧)، ومسلم، ك: الرؤيا، (ح ٢٢٦١)، وتمامه: "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه، فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات، ويتعوذ من شرها، فإنها لا تضره".

الصفحة 69