كتاب إجماع السلف في الاعتقاد كما حكاه حرب الكرماني
لأن القياس في الدين باطل (¬١)، والرأي كذلك وأبطل منه، وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة [جهلة] (¬٢) ضُلال؛ إلا أن يكون في ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات، [فالأخذ بالأثر أولى] (¬٣).
* ومن زعم أنه لا يرى التقليد (¬٤)، ولا يقلد دينه أحدًا؛ فهذا قولُ فاسقٍ مبتدعٍ عدوٍ لله ولرسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬٥)، [ولدينه، ولكتابه، ولسنة نبيه -عَلَيْهِ السَّلَام-]، (¬٦)، إنما يريد بذلك إبطال الأثر، وتعطيل العلم، و [إطفاء] (¬٧) السنة، والتفرد بالرأي، والكلام، والبدعة، والخلاف [فعلى قائل هذا القول، لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
---------------
(¬١) أي مع وجود النص من الكتاب والسنة.
(¬٢) لا توجد في (ط).
(¬٣) لا توجد في (ط).
(¬٤) التقليد الذي عناه الإمام حرب الكرماني هنا: هو بمعنى الاتباع، لذلك قال بعده: (يريد بذلك إبطال الأثر، وتعطيل العلم، وإطفاء السنة).
قال الإمام البربهاري في شرح السنة (ص ٩١): "واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
وقال في (ص ١١٨): "فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار وأصحاب الأثر والتقليد، فإن الدين إنما هو بالتقليد؛ يعني للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه رضوان الله عليهم".
(¬٥) في (ط): فهو قول فاسق عند الله ورسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(¬٦) لا توجد في (ط).
(¬٧) لا توجد في (ط).