١٧٢ - [ح] سُلَيْمان بن المُغِيرَةِ، عَنِ ثَابِتٍ، عَنِ أنسٍ قَالَ: لمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ: «اذْهَبْ فَاذْكُرْهَا عَليَّ». قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أتاهَا، قَالَ: وَهِيَ تُخمِّرُ عَجِينَها، فَلمَّا رَأيْتُها عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أسْتَطِيعُ أنْ أنْظُرَ إِلَيْهَا أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهَا، قال هاشم: حِينَ عَرَفْتُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبهَا، فَوَلَّيْتُها ظَهْرِي، وَنكصْتُ عَلَى عَقِبَيَّ، فَقُلتُ: يَا زَيْنَبُ أبْشِرِي، أرْسَلَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُكِ.
قَالَتْ: مَا أنا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ - يَعْنِي القُرْآنَ - وَجَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ. قَالَ: وَلَقَدْ رَأيْتُنا أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أطْعَمَنَا عليها الخُبْزَ وَاللَّحْمَ، - قَالَ هَاشِمٌ: فِي حَدِيثِهِ: لَقَدْ رَأيْتُنا حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، أُطْعِمْنَا الخُبْزَ وَاللَّحْمَ - فَخَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ رِجَالٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي البَيْتِ بَعْدَ الطَّعَامِ.
فَخَرَجَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَاتَّبَعْتُهُ، فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ حُجَرَ نِسَائِهِ، فَجَعَلَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَقُلنَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ وَجَدْتَ أهْلَكَ؟ قَالَ: فَما أدْرِي أنا أخْبَرْتُهُ أنَّ القَوْمَ قَدْ خَرَجُوا أوْ أُخْبِرَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ البَيْتَ، فَذَهَبْتُ أدْخُلُ مَعَهُ، فَألقَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَنَزَلَ الحِجَابُ قَالَ: وَوُعِظَ القَوْمُ بِمَا وُعِظُوا بِهِ.
أخرجه ابن المبارك (٨٦)، وأحمد (١٣٠٥٦)، وعبد بن حميد (١٢٠٧)، ومسلم (٣٤٩١)، والنسائي (٥٣٧٨)، وأبو يعلى (٣٣٣٢).