كتاب الجامع المسند الصحيح (اسم الجزء: 1)

[ورواه] (مَعْمَر، وَجَعْفَر بن سُلَيْمانَ، وَإِبْرَاهِيم بن طَهْمَانَ) عَنِ الجَعْدِ أبِي عُثْمَانَ، عَنْ أنسٍ قَالَ: لمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ أهْدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ. قَالَ أنسٌ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَاذْهَبْ، فَادْعُ مَنْ لَقِيتَ». فَدَعَوْتُ لَهُ مَنْ لَقِيتُ.
فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ، يَأكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى الطَّعَامِ، فدَعَا فِيهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أنْ يَقُولَ، وَلَمْ أدَعْ أحَدًا لَقِيتُهُ إِلَّا دَعَوْتُهُ، فَأكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَخَرَجُوا، فَبقِيَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأطَالُوا عَلَيْهِ الحَدِيثَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَحيِي مِنْهُمْ أنْ يَقُولَ لَهُمْ شَيْئًا، فَخَرَجَ وَتَركَهُمْ فِي البَيْتِ، فَأنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا} [الأحزاب: ٥٣] حَتَّى بَلَغَ {لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: ٥٣].
أخرجه أحمد (١٢٦٩٨)، والبخاري (تع / ٧/ ٢٢)، ومسلم (٣٤٩٦)، والترمذي (٣٢١٨)، والنسائي (٨٣٢٧)، وأبو يعلى (٤٣٥٦).

١٧٣ - [ح] (عُقَيْل، وَصَالِح بن كَيْسَانَ، وَيُونُس بن يَزِيدَ) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أنَسُ بن مَالِكٍ الأنصَارِيُّ، «أنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدِمَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، قَالَ: وَكَانَ أُمَّهَاتِي يُوطِئْنَنِي عَلَى خِدْمَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أعْلَمَ النَّاسِ بِشَأنِ الحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ، وَكَانَ أوَّلَ مَا أُنْزِلَ ابْتَنَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أصْبَحَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِهَا عَرُوسًا فَدَعَا القَوْمَ،

الصفحة 111