كتاب الجامع المسند الصحيح (اسم الجزء: 1)
فَلمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أبو طَلحَةَ يَقُولُ لِي: هَل لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ؟ قَالَ: قُلتُ لَهُ: مَا لَهُ فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ قَالَ: مَهْلًا، فَإِنَّهُ قَدْ أسْلَمَ، وَقَالَ عَفَّانُ: رَفَعَ يَدَهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، وقَالَ أبو النَّضْرِ: رَفَعَ يَدَيْهِ.
أخرجه أحمد (١٢٤٢٩) وعبد بن حميد (١٢٧٧) ومسلم (٤٩٥٢)
٣٠٥ - [ح] سَعِيد، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أنسٍ، أنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم أتَاهُ رِعْلٌ، وَذَكْوَانُ، وَعُصَيَّةُ، وَبَنُو لِحْيَانَ فَزَعَمُوا أنَّهُمْ قَدْ أسْلَمُوا، فَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأمَدَّهُمْ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِسَبْعِينَ مِنَ الأنصَارِ - قَالَ أنسٌ: كُنَّا نُسَمِّيهِمْ فِي زَمَانِهِمُ القُرَّاءَ كَانُوا يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ - فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى إِذَا أتَوْا بِئْرَ مَعُونَةَ، غَدَرُوا بِهِمْ، فَقَتَلُوهُمْ. «فَقَنَتَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى هَذِهِ الأحْيَاءِ: رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَبَنِي لِحْيَانَ».
قَالَ (¬١): قَالَ قَتادَةُ: وَحَدَّثنا أنسٌ: أنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِ قُرْآنًا، - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّا قَرَأنَا بِهِمْ قُرْآنًا - "بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا، أنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأرْضَانَا»، ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ. وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ، أوْ رُفِعَ.
أخرجه أحمد (١٢٠٨٧)، والبخاري (٣٠٦٤)، وأبو يعلى (٢٩٢١).
٣٠٦ - [ح] (يَزِيد بن هَارُونَ، وَشُعْبَة، وَأبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيّ) عَنْ حميْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أنَسًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الخَنْدَقِ، فَإِذَا المُهَاجِرُونَ وَالأنصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلمَّا رَأى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالجُوعِ، قَالَ: «اللهُم إِنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلأنْصَارِ وَالمُهاجِرَهْ».
---------------
(¬١) القائل؛ هو سعيد بن أبي عَروبَة.
الصفحة 158