كتاب الجامع المسند الصحيح (اسم الجزء: 1)
دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، أعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. قَالَ: ««اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً» قَالَ: فَأخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدَةَ قُريْظَةَ وَالنَّضِيرِ، مَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ. فَقَالَ: صلى الله عليه وسلم: «ادْعُوهُ بِهَا» فَجَاءَ بِهَا، فَلمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا»، ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم أعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: يَا أبَا حَمْزَةَ مَا أصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا، أعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا أُمُّ سُلَيْمٍ فَأهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأصْبَحَ النَّبِيُّ عَرُوسًا. فَقَالَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، فَليَجِئْ بِهِ» وَبَسَطَ نِطَعًا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالأقِطِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ - قَالَ: وَأحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ - قَالَ: فَحَاسُوا حَيْسًا، فَكَانَتْ وَلِيمَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد (١٢٠١٥)، والبخاري (٣٧١)، ومسلم (٣٤٨١)، وأبو داود (٢٩٩٦)، والنسائي (٥٤٤٩).
[ورواه] حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنسٍ، «أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُغِيرُ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَسْتَمِعَ، فَإِنْ سَمِعَ أذَانًا أمْسَكَ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أذَانًا أغَارَ، قَالَ فَأتَى خَيْبَرَ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ حُصُونِهِمْ: فَتفَرَّقُوا فِي أرْضِيهِمْ، مَعَهُمْ مَكَاتِلُهُمْ وَفُؤُوسُهُمْ، فَلمَّا رَأوْهُ قَالُوا: مُحمَّدٌ وَالخَمِيسُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنذَرِينَ».
الصفحة 160