كتاب الجامع المسند الصحيح (اسم الجزء: 1)

عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الصَّهْبَاءِ، : حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ». فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى صَفِيَّةَ.
ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى المَدِينَةِ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُحوِّي لَها وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى المَدِينَةِ نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ».
ثُمَّ نَظَرَ إِلَى المَدِينَةِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا بِمِثْلِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللهمَّ بَارِكْ لُهمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ».
أخرجه إسماعيل بن جعفر في أحاديثه (٣٤٨)، وابن الجعد (٢٩٠٨)، وأحمد (١٣٥٥٨)، والبخاري (٢٨٩٣)، وأبو داود (١٥٤١)، والبزار (٦٢٢٨)، والترمذي (٣٤٨٤)، والنسائي (٧٨٨٧).

٣٠٩ - [ح] حَمَّاد، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ أنسٍ قَالَ: لمَّا كَانَ يَوْمُ الحُدَيْبِيَةِ، هَبَطَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأصْحَابِهِ ثَمانُونَ رَجُلًا مِنْ أهْلِ مَكَّةَ، فِي السِّلَاحِ، مِنْ قِبَلِ جَبَلِ التَّنْعِيمِ، «فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأُخِذُوا، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ»: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: ٢٤] قَالَ: يَعْنِي جَبَلَ التَّنْعِيمِ مِنْ مَكَّةَ».
أخرجه ابن أبي شيبة (٣٨٠٧١)، وأحمد (١٢٢٥٢)، وعبد بن حميد (١٢٠٩)، ومسلم (٤٧٠٥)، وأبو
داود (٢٦٨٨)، والترمذي (٣٢٦٤)، والنسائي (٨٦١٤).

الصفحة 163