كتاب الجامع المسند الصحيح (اسم الجزء: 1)

٣١٨ - [ح] حَمَّاد بن سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثنا ثَابِتٌ، عَنْ أنسِ بن مَالِكٍ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أعْطَى أبا سُفْيَانَ، وَعُييْنَةَ، وَالأقْرَعَ، وَسُهَيْلَ بن عَمَرٍو فِي الآخِرِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَتِ الأنصَارُ: يَا رَسُولَ الله، سُيُوفُنا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، وَهُمْ يَذْهَبُونَ بِالمَغْنَمِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَتَّى فَاضَتْ، فَقَالَ «أفِيكُمْ أحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ » قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتِنَا، قَالَ: «ابْنُ أُخْتِ القَوْمِ مِنْهُمْ».
ثُمَّ قَالَ: «أقُلتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ » قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «أنْتُمُ الشِّعَارُ، وَالنَّاسُ الدِّثَارُ، أمَا تَرْضَوْنَ أنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ الله إِلَى دِيَارِكُمْ؟ » قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «الأنصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأنصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَهُمْ، وَلَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأنصَارِ»، وَقَالَ حَمَّادٌ: أعْطَى مِائَةً مِنَ الإِبِلِ يُسَمِّي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ.
أخرجه أحمد (١٣٦٠٩).

٣١٩ - [ح] عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثنا أنَسُ بن مَالِكٍ قَالَ: أقْبَلَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أبَا بَكْرٍ وَأبو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلقَى الرَّجُلُ أبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ، فَيَحْسِبُ الحَاسِبُ أنَّهُ إِنَّمَا يَهْدِيهِ الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الخَيْرِ، فَالتَفَت أبو بَكْرٍ،

الصفحة 169