كتاب الجامع المسند الصحيح (اسم الجزء: 2)

مُسنَدُ صَفْوانَ بن عَسَّالٍ المُرادِيِّ

١٢٥٦ - [ح] عَاصِم ابْن بَهْدَلَةَ، أَخْبَرَنَا زِرُّ بن حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بن عَسَّالٍ المُرَادِيَّ، فَقَالَ لِي: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلتُ: ابْتِغَاءُ العِلمِ، قَالَ: أَنَّ المَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ، قُلتُ: حَاكَ فِي نَفْسِي مَسْحٌ عَلَى الخُفَّيْنِ بَعْدَ الغَائِطِ وَالبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَءًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ هَل سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
«كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَأمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَوْ مُسَافِرَيْنَ أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ»، قُلتُ: أَسَمِعْتَهُ يَذْكُرُ الهَوَى بِشَيْءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَهُ فِي مَسِيرٍ لَهُ إِذْ نَادَاهُ أَعْرَابِيٌّ بِصَوْتٍ لَهُ جَهُورِيٍّ، يَا مُحمَّدُ، فَأَجَابَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوٍ مِنْ صَوْتِهِ: «هَاؤُمُ».
فَقُلنَا لَهُ: اغْضُضْ مِنَ صَوْتِكَ، فَإِنَّكَ نُهِيتَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: لَا وَالله لَا أَغْضُضُ مِنْ صَوْتِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله المَرْءُ يُحِبُّ القَوْمَ، وَلمَّا يَلحَقُ بِهِمْ.

الصفحة 117