كتاب إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة

وفيه: "إِنَّكمْ تَحْرصُونَ عَلَي الإِمَارة، وَسَتكونَ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نِعْمَ المُرْضِعَةُ، وَبِئْسَ الْفَاطِمَةُ" (¬1).
وقال -عليه السلام-: "مَنْ وَلِيَ الْقَضَاءَ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سكِّينٍ" (¬2).
وقال: "قَاضٍ في الْجَنَّةِ، وَقَاضِيَانِ في النَّارِ" (¬3).
وفي بعض الآثار: "يُؤْتَى بِالْقَاضِي الْعَدْلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَامُ مَعَ الظَّلَمَةِ، فَلاَ يَفكُّهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا الْعَدْلُ" (¬4).
وليعلمْ أنَّ القاضي إذا لم يعدلْ هو مِنْ نَفْسِ الظَّلَمة، بل هو كبيرُهم وشرُّهم.
وفي بعض الأحاديث: إِنَّ مُعَلّمَ الْكُتَّابِ يُحْشَرُ مَعَ الظَّلَمَةِ، فَإِنْ كَانَ
¬__________
= الإمارة، عن أبي موسى -رضي الله عنه-.
(¬1) رواه البخاري (6729)، كتاب: الأحكام، باب: ما يكره من الحرص على الإمارة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(¬2) رواه أبو داود (3571)، كتاب: الأقضية، باب: في طلب القضاء، والترمذي (1325)، كتاب: الأحكام، باب: القاضي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. وقال: هذا حديث حسن غريب.
(¬3) رواه أبو داود (3573)، كتاب: الأقضية، باب: في القاضي يخطئ، والترمذي (1322)، كتاب: الأحكام، باب: القاضي، عن بريدة -رضي الله عنه-.
(¬4) رواه الإمام أحمد في "مسنده" (6/ 75)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2619)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 96) عن عائشة رضي الله عنها بلفظ: "يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة، فيلقي من شدة الحساب ما يتمنى أن لم يقض بين اثنين في تمرة قط". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 192): إسناده حسن.

الصفحة 252