كتاب أحكام التيمم دراسة فقهية مقارنة

ثانيًا: من السنة:
قد وردت أحاديث كثيرة في مشروعية التيمم، وسيأتي ذكر عدد منها في بعض مباحث الرسالة، وسأكتفي هنا بذكر الأحاديث التالية:
1ـ حديث عمران بن حصين الخزاعي (¬1) رضي الله عنه في القصة الطويلة، وفيها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما انفتل (¬2) من صلاته إذ هو برجل معتزل لم يصل مع القوم، قال: «ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟» قال: أصابتني جنابة ولا ماء، قال: «عليك بالصعيد، فإنه يكفيك» (¬3).
¬_________
(¬1) هو: عمران بن حصين بن عبيد بن خلف، القدوة الإمام صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو نجيد الخزاعي، أسلم سنة سبع من الهجرة، ولي قضاء البصرة، غزا عدة غزوات، وكان ممن اعتزل الفتنة بين علي ومعاوية، توفي بالبصرة سنة (52هـ).
انظر: أسد الغابة لابن الأثير (4/ 299، 300)، ط: دار إحياء التراث العربي 1417هـ، الإصابة لابن حجر (4/ 705)، ط: دار الجيل 1412هـ.
(¬2) انفتل أي: انصرف. تهذيب اللغة للأزهري (14/ 206)، ط: دار إحياء التراث العربي، لسان العرب (11/ 514).
(¬3) أخرجه البخاري ـ واللفظ له ـ في كتاب التيمم، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء [صحيح البخاري (1/ 131) حديث (337)]، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها [صحيح مسلم (1/ 475) حديث (682)].

الصفحة 34