كتاب موعظة الحبيب وتحفة الخطيب

ملحق (خطب الرسول) (¬1)
(فرضت صلاة الجمعة في السنة الثانية من الهجرة. وكان الرسول صلوات الله عليه وسلامه، يخطب في كل جمعة خطبتين بينهما جلسة قصيرة. إلا في الأسفار.
وقد عاش الرسول إلى السنة الحادية عشرة، فقد خطب للجمعة أكثر من ثماني حجج. وفي كل سنة خمسون أسبوعًا، وأحسب أسفاره في هذه الحقبة لا تبلغ سنة. فخطبه في الجمعة لا تقل عن ثلاثمئة وخمسين خطبة، قالها على مشهد من المسلمين، وهم حريصون على الاستماع إليه، كلفون بحفظ قوله والتحدث به. فأين خطب رسول الله؟.
إن المروي منها على أنه خطب، قليل، يروى في كتب الحديث والسيرة والتاريخ والأدب. ولا نشك في أن كثيرًا مما قيل في هذه الخطب رُوي أحاديث قصيرة متفرقة. إذ كان القوم لا يكتبون الخطب فيفوتهم حفظها كاملة فيعون منها جملًا، ولا نشك أيضًا أن كثيرًا منها نسيه السامعون وفات رواة الحديث (¬2).
¬__________
(¬1) من كتاب: الشوارد أو خطرات عام للأستاذ عبد الوهاب عزام ص 189.
(¬2) في هذا نظر، ولا يصح في تبليغ الأحكام وبيان الحلال والحرام، فإن كل ذلك قد نقل، وقد كان النبي يخطب بسورة) ق) ويكررها، ويقرأ غيرها من السور، وقد يعظ الناس مواعظ تستدعي الحاجة إعادتها وتأكيدها، وعلى أية فإذا كان ثمة من ألفاظ ما لم ينقل فقد نقل ما يماثله ويشبهه ويستوعبه. وفي هذا القول عجلة، ويوم تؤلف (موسوعة الخطب النبوية) ستكون الصورة أجلى بإذن الله.

الصفحة 101