كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

قال الضحاك في هذه الآية: عزاهم لكيلا تأسوا على ما فاتكم، لا تأسوا عل شيء من أمر الدنيا فإنا لم نقدره لكم، ولا تفرحوا بما آتاكم لا تفرحوا بشيءٍ من أمر الدنيا أعطيناكموه، فإنه لم يكن يزوي عنكم. خرجه ابن أبي الدنيا.
وقال سعيد بن جبير في هذه الآية: لكيلا تأسوا على ما فاتكم من العافية والخصب إذا علمتم أنه كان مكتوباً عليكم قبل أن يخلقكم. خرجه ابن أبي حاتم.
ومن هذا المعنى قول بعض السلف: الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله في الحديث الصحيح عنه: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)) فأشار في هذا الحديث إلى أن تذكير النفس بالقدر السابق عند المصائب يذهب وساوس الشيطان الموجبة للهم والحزن والندم على تعاطي الأسباب الدافعة لوقوعها.
وقال أنس: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي لشيء فعلته لم فعلت كذا وكذا؟ ولا شيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟!. وقال: وكان إذا لامني بعض أهله، قال: ((دعوه فلو قدر شيءٌ كان)). خرجه الإمام أحمد بهذه الزيادة.

الصفحة 110