كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

غير متهم في قضائه دعاه ذلك إلى الرضا بالقضاء، وقال الله عز وجل:
{ما أصاب من مصيبةٍ إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه}.
قال علقمة في هذه الآية: هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى. وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن)).
وقد دل القرآن على مثل هذا المعنى في قوله تعالى:
{قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون. قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}.
فأخبر أنه لن يصيبهم إلا ما كتب لهم، فدل على أنه لهم بكل حال سواء كان مما يلائم أو لا يلائم، وأخبر أنه تعالى مولاهم، ومن تولاه الله لم يخذله، بل هو يتولى مصالحه، قال تعالى:
{فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير}.
ثم عقب ذلك بقوله:

الصفحة 112