كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته، ولا تأخير شيء قدمته.
وقال ابن عون: ارض بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر فإن ذلك أقل لهمك، وأبلغ فيما تطلب من أمر آخرتك، واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبلاء كرضاه عند الغنى والرخاء، كيف تستقضي الله في أمرك؟ ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفاً لهواك! ولعل ما هويت من ذلك لو وفق لك لكان فيه هلاكك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك وذلك لقلة علمك بالغيب! وكيف تستقضيه إن كنت كذلك؟ ما أنصفت من نفسك ولا أصبت باب الرضا!.
وهذا كلام حسن، ومعناه أن العبد إذا استخار الله -عز وجل- فينبغي له أن يرضى لما اختاره له من موافق لهواه أو مخالف له، لأنه لا يدري في أيهما الخيرة له والله سبحانه غير متهم في قضاءه لمن استخاره، ومن هاهنا كان طائفة من السلف كابن مسعود وغيره يأمرون من يخاف أو لا يصبر على ما يخالف هواه مما يختار له أن يقول في استخارته: في عافية فإنه قد يختار له البلاء ولا يصبر عليه، وقد روي هذا مرفوعاً من وجه ضعيف.