كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

مثلنا يترك بغير عشاء ولا سراج بأي يد كانت منا، وبأي وسيلة توسلنا بها، وكان فتح يجمع ولده في ليالي الشتاء، ويغطيهم بكسائه، ويقول: أجعتني وأجعت عيالي، وأغربتني وأغربت عيالي، وإنما تفعل ذلك بأوليائك وأحبابك فهل أنا منهم حتى أفرح؟.
ودخلوا على بعض السلف وهو مريض [فقالوا له: ما تحب؟] فقال: أحبه إلي أحبه إليه.
وفي هذا يقول بعضهم:
عذابه فيك عذب ... وبعده فيك قرب
وأنت عندي كروحي ... بل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني ... لما تحب أحب
وأنشد أبو تراب:
لا تخدعن فللمحب دلائلٌ ... ولديه من تحف الحبيب وسائل
منها تنعمه بمر بلائه ... وسروره في كل ما هو فاعل
فالمنع منه عطيةٌ مقبولةٌ ... والفقر إكرامٌ وبر عاجل
دخلوا على رجل قد قتل ابنه في الجهاد يعزونه فبكى وقال: ما أبكي على قتله، إنما أبكي كيف كان رضاه عن الله حين أخذته السيوف؟.

الصفحة 117