كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

إن كان سكان الغضا ... رضوا بقتلي فرضى
والله لا كنت لما ... يهوى الحبيب مبغضا
صرت لهم عبداً وما ... للعبد أن يعترضا
هم قلبوا قلبي من الشوق ... على جمر الغضا
يا ليت أيام الحمى ... يعود منها ما مضى
من لمريضٍ لا يرى ... إلا الطبيب الممرضا
والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ابن عباس بالعمل بالرضا إن استطاعه، ثم قال له: ((فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً)).
وهذا يدل على أن الرضا بالأقدار المؤلمة ليس بحتم واجب وأنما هو فضل مندوب إليه، فمن لم يستطع الرضا فليلزم الصبر، فإن الصبر واجب لا بد منه، وفيه خير كثير، فإن الله تعالى أمر بالصبر ووعد عليه جزيل الأجر قال تعالى:
{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حسابٍ}.
وقال:
{وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون}.
وقال تعالى:
{وبشر المخبتين. الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم}.

الصفحة 118