كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

فقال العابد: هذه والله خصلة يعجز عنها العباد.
وكما أن الصبر إنما يكون عند الصدمة الأولى، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فالرضا إنما يكون بعد نزول البلاء، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ((وأسألك الرضا بعد القضاء)).
لأن العبد قد يعزم على الرضا بالقضاء قبل وقوعه، فإذا وقع انفسخت تلك العزيمة.
فمن رضي بعد وقوع القضاء، فهو الراضي حقيقة.
وفي الجملة: فالصبر واجب لا بد منه، وما بعده إلا السخط، ومن سخط أقدار الله فله السخط مع ما يتعجل له من الألم وشماتة الأعداء به أعظم من جزعه كما قال بعضهم:
لا تجزعن من كل خطبٍ عرا ... ولا ترى الأعداء ما يشمتوا
يا قوم بالصبر تنال المنى ... إذا لقيتم فئةً فاثبتوا
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

الصفحة 120