كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

وذهبت عين عبد العزيز بن أبي رواد من عشرين سنة، فتأمله ابنه يوماً فقاله له: يا أبت، قد ذهبت عينك! فقال: نعم يا بني، الرضا عن الله أذهب عين أبيك من عشرين سنة.
وكان الإمام أحمد لا يشتكي ما به من المرض إلى أحد، وذكر له أن مجاهداً كان يكره الأنين في المرض، فتركه فلم يئن حتى مات، وكان يقول لنفسه: يا نفس اصبري وإلا تندمي.
ودخل بعض العارفين على مريض يقول: آه، فقال له ذلك العارف: ممن؟.
وفي هذا المعنى يقول بعضهم:
تفيض النفوس بأوصابها ... وتكتم عوادها ما بها
وما أنصفت مهجةٌ تشتكي ... هواها إلى غير أحبابها
قال يحيى بن معاذ: لو أجببت ربك ثم جوعك وأعراك، لكان يجب أن تحتمله وتكتمه عن الخلق، فقد يحتمل الحبيب لحبيبه الأذى فكيف وأنت تشكوه فيما لم يصنعه بك؟.
ويقبح من سواك الفعل عندي ... وتفعله فيحسن منك ذاكا
كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يشدون على بطونهم الحجارة من الجوع.
كان أويس يلتقط الكسر من المزابل، والكلاب تزاحمه، فنبح عليه كلب يوماً فقال: يا كلب لا تؤذ من لا يؤذيك، كل مما

الصفحة 123