كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
كانت مصائب الدنيا عندهم نعماً، حتى قال بعضهم: ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة.
ومن الإسرائيليات: إذا رأيت الغنى مقبلاً فقل: ذنب عجلت عقوبته، وإذا رأيت الفقر مقبلاً فقل: مرحباً بشعار الصالحين.
وقال بعض السلف: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمد الله إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمد الله إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.
وانتظار الفرج بالصبر عبادة فإن البلاء لا يدوم:
اصبر لكل مصيبةٍ وتجلد ... واعلم بأن الضر غير مؤبد
واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نوبٌ تنوب اليوم تكشف في غد
إذا غمس أعظم الناس بلاء كان في الدنيا في نعيم الجنة غمسة، قيل له: هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك بؤس قط؟ قال لا يا رب: