كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
يديه الكتاب والأموال والموازين يقبضون ويقبضون، فجلس الرجل في غمار الناس حتى تفرقوا ولم يبق غيره فقال له الشاب: يا شيخ هل من حاجة؟ قال: نعم أنا أبوك. قال: فتغير وجهه ووثب مسرعاً، ثم استدعاه إلى داره وأجلسه على كرسي وهناك ستار فقال له الشيخ: لعلك تريد أن تختبر صدق قولي من جهة فلانة وذكر اسم جاريته أم الصبي، فسمعت الجارية صوته فرفعت الستارة وخرجت إلى مولاها وجعلت تقبله وتبكي، وأخبرها خبره من حين خروجه من عندها إلى أن رجع فقام ولده حينئذٍ واعتذر إليه من تقصيره وأصلح حاله، ثم أدخله على المأمون فحدثه بحديثه، فخلع عليه وصيره جهبذاً له على ما كان عليه ابنه، وأجرى له الرزق وقلد ابنه عملاً أجل من عمله.
وروى المعافى بن زكريا النهرواني بإسناده عن سوار القاضي أنه خرج يوماً من دار المهدي، فدخل داره فدعا بغدائه فجاشت نفسه، فرده ثم دعا بجارية له فلم تطب نفسه، فدخل للقائلة فلم يأخذه النوم، فنهض وركب بغلته فلقيه وكيل له معه ألفا درهم فقال له: أمسكها معك واتبعني. وخلى بغلته فذهبت به، فحضرت الصلاة وهو في بعض الشوارع فدخل فصلى في مسجد هناك، فلما قضى صلاته، إذا هو بأعمى يتلمس، فقال له: ما تريد؟ قال له: أريدك. قال: وحاجتك؟ قال: شممت منك ريح الطيب فظننت أنك من أهل النعيم فأردت أن ألقي إليك شيئاً. قال: قل