كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
ومنها: انكسار العبد لله عز وجل وذله له، وذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين.
ومنها: أنها توجب للعبد الرجوع بقلبه إلى الله، والوقوف ببابه والتضرع له والاستكانة، وذلك من أعظم فوائد البلاء، وقد ذم الله من لا يستكين له عند الشدائد، قال الله تعالى:
{ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}.
وقال:
{ولقد أرسلنا إلى أممٍ من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون}.
وفي بعض الكتب السابقة: إن الله ليبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه.
وقال سعيد بن عبد العزيز: قال داود -عليه السلام-: سبحان مستخرج الدعاء بالبلاء، وسبحان مستخرج الشكر بالرخاء.
ومر أبو جعفر محمد بن علي بمحمد بن المنكدر وهو مغموم فسأل عن سبب غمه، فقيل له: الدين قد فدحه فقال أبو جعفر: أفتح له في الدعاء؟ قيل: نعم. قال: لقد بورك لعبد في حاجة أكثر فيها من دعاء ربه كائنة ما كانت.
وكان بعضهم إذا فتح له في الدعاء عند الشدائد لم يحب تعجيل إجابته خشية أن ينقطع عما فتح له.
وقال ثابت: إذا دعا الله المؤمن بدعوة وكل جبريل بحاجته