كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
الاستشراف باليأس من المخلوقين، كما قال الإمام أحمد، واستدل عليه بقول إبراهيم لما عرض له جبريل في الهواء وقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا.
والتوكل من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه، كما قال:
{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
قال الفضيل: والله لو يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئاً لأعطاك مولاك كل ما تريد.
ومنها: أن العبد إذا اشتد عليه الكرب فإنه يحتاج حينئذٍ إلى مجاهدة الشيطان، لأنه يأتيه فيقنطه ويسخطه، فيحتاج العبد إلى مجاهدته ودفعه، فيكون ثواب مجاهدة عدوه ودفعه: دفع البلاء عنه ورفعه.
ولهذا في الحديث الصحيح:
((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيدع الدعاء)).
ومنها: أن المؤمن إذا استبطأ الفرج ويئس منه ولا سيما بعد كثرة الدعاء وتضرعه ولم يظهر له أثر الإجابة، رجع إلى نفسه باللائمة ويقول لها: إنما أتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت.
وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات فإنه يوجب