كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

وقال عمر بن عبد العزيز: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه.
وقال يحيى بن إسماعيل بن سلمة بن كهيل: كان لي أخت أسن مني فاختلطت وذهب عقلها وتوحشت، وكان في غرفة في أقصى سطوحنا فمكثت بذلك بضع عشرة سنة، فبينما أنا نائم ذات ليلة إذا باب بيتي يدق نصف الليل، فقلت: من هذا؟! قالت: كجه. فقلت: أختي؟ قالت: أختك. ففتحت الباب فدخلت ولا عهد لها بالبيت أكثر من عشر سنين فقالت: أتيت الليلة في منامي فقيل لي: إن الله قد حفظ أباك إسماعيل لسلمة جدك، وحفظك لأبيك إسماعيل، فإن شئت دعوت الله فذهب ما بك، وإن شئت صبرت ولك الجنة، فإن أبا بكر وعمر قد شفعا لك إلى الله عز وجل بحب أبيك وجدك إياهما. فقلت: فإذا كان لا بد من اختيار أحدهما فالصبر على ما أنا فيه والجنة، وإن الله عز وجل لواسع بخلفه لا يتعاظمه شيء، إن شاء أن يجمعهما لي فعل. قالت: فقيل لي: فإن الله تعالى قد جمعهما لك ورضي عن أبيك وجدك بحبهما أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، قومي فانزلي فأذهب الله ما كان بها.
ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله عز وجل، فإن الله تعالى يحفظه في تلك الحال كما في مسند الإمام أحمد عن حميد بن هلال عن رجل قال:

الصفحة 52