كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

((إن العبد إذا صلى الصلاة على وجهها صعدت إلى الله ولها برهانٌ كبرهان الشمس وتقول لصاحبها: حفظك الله كما حفظتني. وإذا ضيعها لفت كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجه صاحبها، وتقول له: ضيعك الله كما ضيعتني)).
وكان عمر رضي الله عنه يقول في خطبته: اللهم اعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك. ودعا رجل لبعض السلف بأن يحفظه الله فقال له: يا أخي! لا تسأل عن حفظه ولكن قل يحفظ الإيمان. يعني أن المهم هو الدعاء بحفظ الدين، فإن الحفظ الدنيوي قد يشترك فيه البر والفاجر فالله تعالى يحفظ على المؤمن دينه، ويحول بينه وبين ما يفسده عليه بأسباب قد لا يشعر العبد ببعضها، وقد يكون يكرهه.
وهذا كما حفظ يوسف -عليه السلام- قال:
{كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}.
فمن أخلص لله خلصه من السوء والفحشاء، وعصمه منهما من حيث لا يشعر، وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة.
كما رأى معروف الكرخي شباباً يتهيئون للخروج إلى القتال في فتنة، فقال: اللهم احفظهم. فقيل له: تدعو لهؤلاء؟ فقال: إن

الصفحة 58