كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
من كان يراني؟ فسمع صوتاً ملأ ما بين حافتي الغيضة:
{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
وهم رجل بمعصية فخرج إليها، فمر في طريقه بقاص يقص على الناس، فوقف على حلقته فسمعه يقول: أيها الهام بالمعصية! أما علمت أن خالق الهمة مطلع على همتك؟ فوقع مغشياً عليه فما أفاق إلا عن توبة.
كان بعض الملوك الصالحين قد تعلق قلبه بمملوك له جميل، فخشي على نفسه، فقام ليلة واستغاث الله، فمرض المملوك من ليلته، ومات بعد ثلاث.
ومنهم من عصم بموعظة جرت على لسان من أراد منه الموافقة على المعصية.
((كما جرى لأحد الثلاثة الذين دخلوا الغار وانطبقت عليهم الصخرة، فإنه لما جلس من تلك المرأة مجلس الرجل من امرأته، قالت له: يا عبد الله! اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقام عنها)).
((وكذلك الكفل من بني إسرائيل، كان لا يتورع عن معصيةٍ، فأعجبته امرأةٌ فأعطاها ستين ديناراً، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت، فقال: أكرهتك؟ قالت: لا، ولكن هذا عمل ما عملته قط وإنما حملني عليه الحاجة.