كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
وقوله صلى الله عليه وسلم : ((احفظ الله تجده أمامك)) وفي رواية أخرى: ((تجاهك))
معناه أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه وجد الله معه في جميع الأحوال يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويؤيده ويسدده، فإنه قائم على كل نفس بما كسبت، وهو تعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
قال قتادة: من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل.
كتب بعض السلف إلى أخ له: ((أما بعد، فإن كان الله معك فممن تخاف؟! وإن كان عليك فمن ترجو؟! والسلام)).
وهذه المعية الخاصة بالمتقين غير المعية العامة المذكورة في قوله تعالى:
{وهو معكم أين ما كنتم}.
وقوله:
{ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول}.