كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

فإن المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة، كما قال تعالى لموسى وهارون:
{لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}.
وقوله تعالى:
{إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
وكان صلى الله عليه وسلم قد قال لأبي بكر الصديق في تلك الحال: ((ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).
فهذا غير المعنى المذكور في قوله تعالى:
{ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلا هو رابعهم.. .. } الآية.
فإن ذلك عام لكل جماعة. ومن هذا المعنى الخاص الحديث الإلهي وقوله فيه:
((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها)).
إلى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة الدالة على قرب الرب سبحانه ممن أطاعه واتقاه، وحفظ حدوده وراعاه.
دخل بنان الحمال البرية على طريق تبوك، فاستوحش فهتف به هاتف: لم تستوحش؟ أليس حبيبك معك؟.

الصفحة 67