كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
قوله صلى الله عليه وسلم : ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة))
المعنى: أن العبد إذا اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه وصحته، فقد تعرف بذلك إلى الله وكان بينه وبينه معرفة، فعرفه ربه في الشدة وعرف له عمله في الرخاء، فنجاه من الشدائد بتلك المعرفة.
وهذه أيضاً معرفة خاصة تقتضي القرب من الله عز وجل، ومحبته لعبده، وإجابته لدعائه، وليس المراد بها المعرفة العامة فإن الله لا يخفى عليه حال أحد من خلقه، كما قال تعالى:
{هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنةٌ في بطون أمهاتكم].
وقال:
{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه}.
وهذا التعرف الخاص هو المشار إليه في الحديث الإلهي:
((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.. .. )) إلى