كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

أن قال: ((ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)).
اجتمع الفضيل بشعوانة العابدة فسألها الدعاء، فقالت: يا فضيل، وما بينك وبينه؟ إن دعوته أجابك. فشهق الفضيل شهقة خر مغشياً عليه.
وقال أبو جعفر السائح: أتى الحسن إلى حبيب أبي محمد هارباً من الحجاج، فقال: يا أبا محمد! احفظني من الشرط، هم على إثري. فقال: استحييت لك يا أبا سعيد، أليس بينك وبين ربك من الثقة ما تدعوه فيسترك من هؤلاء؟ ادخل البيت فدخل الشرط على إثره فلم يروه. فذكروا ذلك للحجاج فقال: بل كان في بيته إلا أن الله طمس أعينهم فلم يروه.
ومتى حصل هذا التعرف الخاص للعبد حصل للعبد معرفة خاصة بربه توجب له الأنس به والحياء منه، وهذه معرفة خاصة غير معرفة المؤمنين العامة. ومدار العارفين كلهم على حصول هذه المعرفة وهذا التعرف، وإشاراتهم تومئ إلى هذا.
سمع أبو سليمان رجلاً يقول: سهرت البارحة في ذكر النساء، فقال: ويحك! أما تستحي منه، يراك ساهراً في ذكر غيره، ولكن كيف تستحي ممن لا تعرف؟
وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: أحب أن لا أموت حتى أعرف مولاي. وليس معرفته الإقرار به ولكن المعرفة الذي إذا عرفته استحييت منه. وهذه المعرفة الخاصة والتعرف الخاص

الصفحة 70