كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
توجب طمأنينة العبد بربه وثقته به في إنجائه من كل شدة وكرب وتوجب استجابة الرب دعاء عبده.
لما اختفى الحسن البصري من الحجاج، قيل له: لو خرجت من البصرة فإنا نخاف أن يدل عليك. فبكى، ثم قال: أخرج من مصري وأهلي وإخواني؟ إن معرفتي بربي وبنعمته علي تدلني على أنه سينجيني ويخلصني منه إن شاء الله تعالى. فما ضره الحجاج بشيءٍ ولقد كان يكرمه بعد ذلك إكراماً شديداً، ويحسن ذكره.
وقال رجل لمعروف: ما الذي هيجك على الانقطاع والعبادة؟ وذكر له الموت والبرزخ والجنة والنار، فقال معروف: أي شيءٍ هذا؟! إن ملكاً هذا كله بيده، إن كانت بينك وبينه معرفة كفاك جميع هذا.
ومما يبين هذا ويوضحه الحديث الذي خرجه الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد، فليكثر الدعاء في الرخاء)).