كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

{ءآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}.
وقال رشدين بن سعد: قال رجل لأبي الدرداء: أوصني فقال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء. قال سلمان الفارسي: إذا كان الرجل دعاءً في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله عز وجل، قالت الملائكة: صوت معروف فشفعوا له، وإذا كان ليس بدعاءٍ في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله عز وجل قالت الملائكة: صوت ليس بمعروف فلا يشفعون له.
وحديث الثلاثة الذين دخلوا الغار وانطبقت عليهم الصخرة يشهد لهذا أيضاً، فإنهم فرج عنهم بدعائهم لله بما كان سبق منهم من الأعمال الخالصة في حال الرخاء: من بر الوالدين، وترك الفجور، وأداء الأمانة الخفية.
فإذا علم أن التعرف إلى الله في الرخاء يوجب معرفة الله لعبده في الشدة فلا شدة يلقاها المؤمن في الدنيا أعظم من شدة الموت، وهي أهون مما بعدها إن لم يكن مصير العبد إلى خير، وإن كان مصيره إلى خير فهي آخر شدة يلقاها.
فالواجب على العبد الاستعداد للموت قبل نزوله بالأعمال الصالحة والمبادرة إلى ذلك، فإنه لا يدري المرء متى تنزل به هذه الشدة من ليل أو نهار. وذكر الأعمال الصالحة عند الموت

الصفحة 73