كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

مما يحسن ظن المؤمن بربه، ويهون عليه شدة الموت ويقوي رجاءه.
قال بعضهم: كانوا يستحبون أن يكون للمرء خبيئة من عمل صالح، ليكون أهون عليه عند نزول الموت. أو كما قال.
وكانوا يستحبون أن يموت المرء عقب طاعة عملها من حج أو جهاد أو صيام.
وقال النخعي: كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن ظنه بربه.
قال أبو عبد الرحمن السلمي في مرضه: كيف لا أرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضان.
ولما احتضر أبو بكر بن عياش وبكوا عليه قال: لا تبكوا، فإني ختمت القرآن في هذه الزاوية ثلاث عشرة ألف ختمة
وروي عنه أنه قال لابنه: أترى أن الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم القرآن كل ليلة؟
وقال بعض السلف لابنه عند موته ورآه يبكي قال: لا تبك فما أتى أبوك فاحشة قط.
وختم آدم بن أبي إياس القرآن وهو مسجى للموت ثم قال: بحبي لك إلا رفقت بي في هذا المصرع، كنت أؤملك لهذا اليوم، كنت أرجوك، لا إله إلا الله، ثم قضى رحمه الله.
وكان عبد الصمد الزاهد يقول عند موته: سيدي! لهذه الساعة خبأتك، ولهذا اليوم اقتنيتك، حقق حسن ظني بك.

الصفحة 74